مجله أدبيه؛ثقافيه؛إجتماعيه ؛شامله.. .

رضا عفيفي السيد قصة قصيرة خيانـــــة

قصة قصيرة

خيانـــــة

طرق خفيف فوق الباب .. فتح وهو ما زال يشعر بنعاس وأرهاق كبير ... لكن المفاجأة جعلته يفيق وكأنه ضرب على رأسه بحجر كبير, كان الواقف أمامه هو زوجته الأولى وأم أولاده .. ولا يدري لماذا عقب الوهلة الاولى أبتسم .. ودعاها إلى الدخول , والتي لم تمهله الكثير كعادتها بل صرخت بأعلي صوتها فيه .. وأخذت وكما هو معتاد تكيل له التهم بالخيانة .. وصبت جام غضبها على زوجته الجديدة , ونعتتها بألفاظ نابية وأوصاف غير ادمية .
بصفة خاصه عندما شاهدت صورتها معلقة فوق رأسها داخل حجرة الاستقبال .. وبين كل فاصل من كلامها الحاد والشتائم كانت تقول له
.. تلك السوداء تتجوزها على ام اولادك ؟.
وهو ماكان يزيد من مساحة الابتسامة علي وجهه ... وكانت زوجته الجديدة تقف خلفه وتستمع إلى كل بذائات زوجته الاولى دون رد . ولما انتهت ولم يعد لديها كم جديد من السب توقفت وهي تقول
.. طلقني .. طلقني نظرت اليها قائلة
.. وانت شابة جميلة ..حقيقي سوداء ..( في سريرتها قالت أنها جميلة جدا رغم سمرة بشرتها . لقد خدعوني حينما أخبروني عكس ذلك...) لكن كان يمكنك الاقتران بشاب من سنك وليس هذا الهرم.
قبل ان يجيبها .اشارت اليه زوجته الثانية كي تجيب هي ..
.. أ نا تزوجته لأني أحبه .. أما سنه هذا فهو من اجمل الاشياء التي جعلتني ارتبط به , هذا غير رجولته وانه يكن لي مشاعر حب عميقة جدا , وعقله ..
ضحكت في سخريه ..
..عقله .. انه بلا عقل , يتكلم ليل نهار عن اشياء لا طائل منها لا تجلب المال . لكنهم اخبروني انك حاصلة على تعليم جامعي
.. حقيقي انا حاصلة على الماجستير في الأ دب المقارن
بهتت وهي تستمع إلى ذلك, وقبل أن تنطق أكملت الزوجة الثانية كلامها .
.. ولكن عندما قابـلت محمود تمسكت به وبالزواج منه ولم يستغـرق قراري سـوى شهــر من معرفتي بـه , أتعرفين لماذا ؟.. لأنه شخص نادر الوجود الآن .. ليس فقط فكره الذي انا اعرف قيمته جيدا ومصداقيته .. بل لأنه يحمـل بين طياـت صـدره قلب عامر بالحنان والشوق ..إ نسان إستطيع العيش معه في أمان .
.. ما لا افهمه كيف لفتاة على درجة كبيرة من العلم تقول مثل هذا الكلام الغير صحيح على رجل يخون زوجته ويتزوج من امرأة اخرى .
.. أنك تفهمين الخيانة بشكل خاطئ..أنتِ من خانه , وخنتي نفسك عندما جعلتي حياته تتقلب في جحيمك ليل نهار.. شك وغيرة وصوت عالي وردك عليه وانتي تفهمين او لا تفهمين في الأمر المطروح .. لمجرد أنك تفرضي رأيك وأنه غلطان امام كل من تحدث مناقشة أمامه..
..أنا , كاذب والله كاذب . قاطعتها قائلة
.. أهدئي أنا حضرت هذا النقاش بنفسي وشاهدتكِ وانت توجهين أليه الاهانات وفي مكان عام .. ولم يرد بكلمة .. بل كظم غيظه منكِ لأن الاولاد كانوا بصحبتكم .
.. هو كان يخبرك بتحركاتنا ايضا
. لا انا من كنت موجوده وللصدفه في نفس المكان .. وكأنها كانت أشارة لي كي أوافق عليه .. ثم أختبر خصاله التي جعلتني أعشقه .وأعيش معه في هدوء كان يتمناه طوال حياته.
..ضحكت في سخرية ..
.. غدا تلقي به خارج حياتك عندما تصبحين ذات شأن في عملك , لقد علمت انك حاصلة على الماجستير وعلى وشك الدكتوراه , تتركين كل هذا المستقبل العريض من اجل محمود .
..لا طبعا ... لأني أستقلت من عملي ورسالة الدكتوراه أنا حصلت عليها معه .وأنا أراه ينتج عمل قصصي أو سياسي أو شعري ويعلو شأنه يوما بعد يوم .. ولهذا أتيتي انت اليوم .. وانا أيضا أعرف أنك علمتي بزواجنا منذ عام كامل ..ولكنك راهنتي علي فشله كما كان معك.. وأنه سيعود كسير الجناح يقبل بين قدميك.. وهنا كما ترين وفرت له مكان خاص به لا يدخله أحد ألا بأذنه وأنتج وأصبح علي الطريق الصحيح ..ورساله الدكتوراه لم تكن لتحقق لي هذا المجد .. صناعة كاتب هام يستحق .. لقد رأيت فيه ما لم تكوني تعرفيه عنه ..
كان يجلس يستمع اليها وعينيه مغرورقة بالدموع , صامت لا يتحد ث .
حملت حقيبة يدها وهمت با للأنصراف .. وقرب الباب قالت لزوجته الثانية .. لابد ان يرسل لي ورقة طلاقي.. قالت لها
.. كنت تعرفين قيمته لكنك كنت تخافين من أن شهرته ستجعله يرى نساء أخريات غيرك . فسعيتي يوما وراء يوم لقتل الطموح داخله .. والتحقيــر من شأنه حتي أمام أولاده ..ولم تقراي حرفا مما يكتبه ., وهذه هي الخيانة . الخيانة ليست بالجسد فقط . قتل الروح أكبر خيانة ..لانة أأتمنك على نفسه ومستقبله ..ظنا منة أنكِ ِستحفظين جميله معك ِ .
.. واخبرك ايضا بكل ما يدور بيننا
.. لا لم يخبرني بشئ على الاطلاق.. أنه معي مثله معك ,لا يتحدث كثيراً بل يكتب فقط ..هذه هي حياته ..ومن خلالها عرفت . مازلتي متمسكة بالطلاق .
.. أكثر من الأول..
عندما عادت إليه كان يمسك بالقلم ليكتب ..أغلقت عليه الباب وذهبت في أتجاه المطبخ لتعد له فنجان من الشاي الساخن .. البرد كان قارساً..

أنتهت صباح يوم الاثنين
8/12/2012
رضا عفيفي السيد
( من مجموعه اشرف راقصه)


شاركها في جوجل+

عن الشاعر أشرف الهنداوى

0 التعليقات:

إرسال تعليق

دام الابداع والرقي فى التواجد نسعد دائماً بعطر تواجدكم