د. وصفي حرب تيلخ@@@ امل

د. وصفي حرب تيلخ

امـــــــل..
احساس غريب يتجدد

الليلة.. كانت ليلة ولا كل الليالي..
الليلة.. بطولها وبردها 
مرت كلحظة مليئة بالدفء
والأمل..
الليلة...أخذت معها سنين عمري الطويلة..
وبعثتني من جديد...
بعثتني نشئاً آخر..
كأنني ولدت من جديد..
أو كأنني ولدت..
يوم ولدت.. شابا في بدايات دراستي الجامعية..
ذلك ..انني بينما كنت اقلب دفاتر عمري..
عثرت بينها على صورة حبيبة الى قلبي..
صورة كنت قد افتقدتها أمدا طويلا..
الى درجة انها كانت قد خرجت من كل..
نطاقات الوعي الظاهر والباطن..
صورة جمعت في رتوش خباياها..
مرحلة شباب الثانوية العامة..( التوجيهي)..
ومرحلة بدء الدراسة الجامعية...
هي هي..
الصورة التي قدمتها للشهادة الثانوية..
والصورة التي قدمتها لملفي في السنة..
الأولى بقسم اللغةالعربية .. كلية الآدآب..بجامعة دمشق
تلك الصورة ..
لم تثر في نفسي اثرا لذلك الفارق في الشكل ..
الذي احدثه الزمن..

الى هنا والأمر يبدو عاديا..

ما ليس عاديّ هو ..
ما فعلته بي هذه الصورة من انقلاب مفاجيء..
أوارتداد..
الى تلك المرحلة من عمري..

مرحلة كلكم تعرفونها..وتعرفون ما فيها من الحيوية.. والنشاط...
والأمــــــــل..

صورة أعادت الى الواجهة .. أملي الذي كنت به احيا..وله أعيش ..مجسدا بكل بهائه..
وجماله... وروعته.. ودفئه..

استعرضت حياتي كلها باحثا عن اجمل ما كان فيها..
فوجدته شيئا واحدا.. يتمثل بثلاثة أحرف فقط..
أ م ل..
أمل..
نعم أمل كنت اعمل لإدراكه وتحقيقه..
فهل فعلت..؟
لقد شدهت حقا... عندما انتبهت الى نفسي..
بعد هذه السنين الطويلة.. لأجد..
أن الزمن قد استل من بين اناملي ...
املي..اذ لم يتحقق اجمل مافيه..
تجلدت..
صبرت ..
كافحت..
ومضيت في خضم الحياة..
أحقق الكثير والكثير..

انما في هذه اللحظة
تبين لي ان الامل كلٌّ لا يتجزأ..
إما ان يدرك كله..
او ان نظل نسعى لإدراكه ..

كله ايضا.. وإلاّ .. فلا أمل..

الليلة..
أعادتني هذه الصورة الصغيرة الى نقطة البداية..
هامسة في اذني..
بكل معاني الدفع المعنوي...
والارتقاء الروحي ..
ها انذا..
أملك الذي عشت له..
يبعث من جديد..
يتجسد في هذه الصورة اللطيفة الحالمة..
التي امضيت الليلة كلها اداعبها..
تداعبني..
تدغدغ عواطفي ومشاعري واحاسيسي..
لأعود من رحلة العمر..
الى بدايته..
ليعود الامل يتجدد ويتجدد..
ولأشعر انني لست كباقي البشر..
بل انسان نصفه النابض بللور نقي رائق الصفاء..
يقبع في صدر شفاف ..
فيجعلني واضحا جليا..
لكل خلق الله..
كل يعرف ما فيه..
ويعرف مكنونه ومحتواه...
وبدأت اشعر من جديد..
أن الحياة.. إنما هي دفقة؟؟
أمـــــل..
وأنني عدت من جديد..
الى نقطة البداية...
علني أحقق .. أملا..
إحساس غريب..يتجدد مع دفقة..
أمل..
سأحتفظ بأملي لي..
أما أنتم..
فلكل واحد منكم
تحية مني ..
وزنبقة..

شاركها في جوجل+

عن Unknown