إلى كاسية عارية...نقطة، إلى السّطر...
-------------------
كنتِ أغلى لو لم تتعرّيْ لحدّ الدّعارة
كنت كالصّحراء البكر،
في قلب العاشق المجنون
كنت أحلى بلباسك الحلو الرّصين،
كنت سنبلة قمح لو تعقلين،
كنت عنوان الحضارة،
كنت نخلة باسقة،
حبلى بالعراجين،
كنت مياه البحر والأودية
بما فيها من حياة،
وكنت في أرضنا منارة
حتّى اجتاحت أعين اللّصوص أشياء،
باتت رخيصة فيك،
فيا للخسارة،
كنت برجا شامخا حصينا
جدرانه من حجارة،
بل كنت قلعة تاريخ وجمال،
أتطلّع إلى شرفاتها،
وأطيل الوقوف،
كما يقف طفل صغير،
أمام بائع الحلوى،
أمام مغازات اللّعب الفاخرة،
وأمام دكاكين المرطّبات،
عساني أظفر منك لوقت قصير،
بقبس من جمال
كنت أراك كوكبا في السماء،
لم تطأه قدما إنسان،
كنتُ في الماضي
أراك تتمشّين على الجسر،
تتأمّلين في قضايانا الكثيرة،
وأنا كنت أسعى لطيفك المرسوم في صدري
كوشم قديم يحكي تاريخ البلاد العربيّة
يمنعني الحياء من لمس شفتيك
رغم العذاب و جمر الهيام والغرام
أعود فأقول سيّدتي،
لا أطلب منك المستحيل،
ولا أن تعتكفي أو تعودي
إلى عصر الرّماد والحجر
ولا أن تتزيّني بعقد من نحاس وطين،
ولا أن يكون عطرك من بخور قديم،
ولا أن تهجري الدّنيا طوال السنين،
لكنّني أراك أجمل
وأنت تحضنين فراخ النّسور،
تلقّنيهم رياضة تسلّق القمم
ونبذ حياة الرّفاه المفسد للرّجولة
وعيش القصور،
لعلّهم يكبرون ويؤمنون يوما
بأنّ لهم حقوقا يجب أن تعود
وأرضا يجب أن تُحرّر،
وأعلاما نُكِّسَتْ تبغي الحرّيّة
لترفرف على أرضنا من جديد...
---------------------------
عبد الوهاب الطريقي: الجمهوريّة التّونسيّة، صفاقس
-------------------
كنتِ أغلى لو لم تتعرّيْ لحدّ الدّعارة
كنت كالصّحراء البكر،
في قلب العاشق المجنون
كنت أحلى بلباسك الحلو الرّصين،
كنت سنبلة قمح لو تعقلين،
كنت عنوان الحضارة،
كنت نخلة باسقة،
حبلى بالعراجين،
كنت مياه البحر والأودية
بما فيها من حياة،
وكنت في أرضنا منارة
حتّى اجتاحت أعين اللّصوص أشياء،
باتت رخيصة فيك،
فيا للخسارة،
كنت برجا شامخا حصينا
جدرانه من حجارة،
بل كنت قلعة تاريخ وجمال،
أتطلّع إلى شرفاتها،
وأطيل الوقوف،
كما يقف طفل صغير،
أمام بائع الحلوى،
أمام مغازات اللّعب الفاخرة،
وأمام دكاكين المرطّبات،
عساني أظفر منك لوقت قصير،
بقبس من جمال
كنت أراك كوكبا في السماء،
لم تطأه قدما إنسان،
كنتُ في الماضي
أراك تتمشّين على الجسر،
تتأمّلين في قضايانا الكثيرة،
وأنا كنت أسعى لطيفك المرسوم في صدري
كوشم قديم يحكي تاريخ البلاد العربيّة
يمنعني الحياء من لمس شفتيك
رغم العذاب و جمر الهيام والغرام
أعود فأقول سيّدتي،
لا أطلب منك المستحيل،
ولا أن تعتكفي أو تعودي
إلى عصر الرّماد والحجر
ولا أن تتزيّني بعقد من نحاس وطين،
ولا أن يكون عطرك من بخور قديم،
ولا أن تهجري الدّنيا طوال السنين،
لكنّني أراك أجمل
وأنت تحضنين فراخ النّسور،
تلقّنيهم رياضة تسلّق القمم
ونبذ حياة الرّفاه المفسد للرّجولة
وعيش القصور،
لعلّهم يكبرون ويؤمنون يوما
بأنّ لهم حقوقا يجب أن تعود
وأرضا يجب أن تُحرّر،
وأعلاما نُكِّسَتْ تبغي الحرّيّة
لترفرف على أرضنا من جديد...
---------------------------
عبد الوهاب الطريقي: الجمهوريّة التّونسيّة، صفاقس
عن Unknown
0 التعليقات:
إرسال تعليق
دام الابداع والرقي فى التواجد نسعد دائماً بعطر تواجدكم