رسالة إلى الرئيس
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
بسم الله الرحمن الرحيم
(( إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَن يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا )) صدق الله العظيم
هذه الرسالة ،، إنما كتبت بدماء الشهداء ،، ليس دماء شهداء ثورة يناير العظيمة ،، ولكن بدماء جميع الشهداء المصريين على مر العصور ،، بداية من حروب الهكسوس ،، حتى حرب اكتوبر المجيدة ،، ونهاية بشهداء يناير وما بعد يناير ،، وكل من عانى ظلماً وقهراً فى السجون والمعتقلات ،،، وكل من تم أزهاق روحه بشتى الطرق ،، ليس لذنب جنته يداه ،، و لكن لكلمة حق أراد تبليغها ،، فكان مصيره لزوال ،،، أتخيل كل هؤلاء ،، و بماذا كانوا يرغبون و يحلمون ،، فقط بوطن عادل يضمهم ،،، وسقف أمن يحتويهم ،، ولا يتم التفرقة فيه على أساس العقيدة ،، أو الجنس ،، او اللون ،، كلنا خلقنا الله ،، وكلنا تحت سماء الله ،، وكلنا فى وطن واحد هل سمعت لمناجاة أرواحهم وهى تصعد لبارئها ،، وفى أى سبيل كانوا يقدمون دمائهم ،، أنها فى سبيل الله والله قد خلقنا أحراراً ،، ولم يرضى لنا ظلماً ولا أستعباد ،،، أنها الحرية التى أرادها لنا الله ،، والعدل الذى أقامه الله بدينه ،، وبعثه لنا الأنبياء ،،، ذلك كان مبتغاهم ،،، و أملهم ،،، وتلك كانت رسالتهم ،،،،،،،
ايها الراعي القادم هذا مقالي الأخير و ندائي الأخير لك .. فقد أتخذت كافة السبل لتصل إلى مبتغاك و أملك و ها قد وصلت و أصبحت رئيساً للبلاد ،،،، و ظننت انك بوصولك ستستريح ،،،،لكن هيهات ؟
لقد أرتضيت أن تحمل الأمانة ،،، فهل ستكون عبئاً ثقيلاً على عاتقك ،، أم ستعمل على تطبيق قول العزيز الجبار ( وَالَّذِينَ هُمْ لِأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ ) ،،، ان كان قربك لله طاعة ... فثق تمام الثقة انه لا ولن يخذلك ، لأنه سبحانه جل شأنه قال في كتابه : إن الله يدافع عن الذين آمنوا إن الله لا يحب كل خوان كفور وهذا وعد من الله القوى العزيز ، ومن أصدق من الله قيلاً ، وقد صدق الله وعده مع الذين صدقوا فى نصره ، وأعز جنده الذين استجابوا لأمره
فحكموا شرائعه فى حياتهم ، و واجهوا عدوهم أمة واحدة ، وقوة واحدة وقيادة واحدة بإيمان راسخ ، نصرهم فى بدر ، ونصرهم على الأحزاب فى الخندق ، ونصرهم فى حنين ، ونصرهم فى حروب الردة ، ونصرهم على جحافل فارس حتى اسلمت الفرس كلها ، ونصرهم على حشود الرومان حتى حُرر من نيرهم الشام ومصر ، ونصرهم على وحوش التتار فى عين جالوت ، ونصرهم على الحاقدين عليهم فى حطين .
فى كل هذه الانتصارات التى حفظها التاريخ واضحة المعالم كان عدد المسلمين أقل من عدد عدوهم ، وأقل فى العتاد ولكنهم انتصروا لأنهم حققوا سنة الله فى توجيه المجتمع المسلم ، فواجهوا عدوهم موحدة رايته و كلمتهم وأهدافهم يدافعون عن الحق ، ويقاتلون بالحق ، ويقاومون الفساد والظلم ، ليرفعوا راية العدل وينصرون الله ورسوله ، فنصرهم الله تحقيقاً لسنته تعالى فى تنازع البقاء وصراع الحق والباطل ...ولا يسعني في النهاية الا ان اذكرك بهذه الواقعة فالربما ساعدتك على فكاك رقبتك من النار
اعاذنا الله واياك منها ...... تقول فاطمة زوجة عمر بن عبد العزيز
دخلتُ يوما عليه وهو جالس في مصلاه واضعا خده على يده ودموعه تسيل على خديه
فقلت: مالك؟
فقال: ويحك يا فاطمة !!
قد وليت من أمر هذه الأمة ما وليت.. فتفكرت في الفقير الجائع والمريض الضائع.......... والعاري المجهود ...... واليتيم المكسور والأرملة الوحيدة ..... والمظلوم المقهور ..... والغريب والأسير والشيخ الكبير ...... وذي العيال الكثير والمال القليل وأشباههم في أقطار الأرض وأطراف البلاد .....فعلمت أن ربي عزوجل سيسألني عنهم يوم القيامة، وأن خصمي دونهم محمد صلى الله عليه وسلم، فخشيتُ أن لا يثبت لي حجة عند خصومته، فرحمت نفسي فبكيت! هل تذكر قول الأعرابى لسيدنا عمر : حكمت ،، فعدلت ،، فأمنت ،، فنمت ،، رضى الله عنك يا عمر
تذكر يا رئيس البلاد من كان قبلك ،، وكيف كان مصيره و منتهاه تذكر من سطر التاريخ احرفهم بنور فى سجلاته ،،، كل ظالم باغى وكل عادل صاحب مقام رفيع فى سجل التاريخ ،، موجود أسمه وكيف انتهى به الامر ،،، تذكر الشهداء الذين استطاعوا بصمتهم الان ،، أن تكون وليا ً على البلاد تذكر الملايين التى خرجت تنادى بالعدالة ،، و الحرية ،، كيف سيكون موقفهم منك ،، إذا انتهجت نفس نهج سلفك ،،،
و كيف حالها معك وانت أرسيت قاعدة الامن و الأمان و العدل ،،والحرية ،، والمساواة
ألن تطبق قول المولى عز وجل ( أدخلوها بسلام أمنيين ) وهل الأمن و الامان فقط لمن يدخل مصر زائراً ؟ ،،،
ألا يستحق أيضاً من داخلها ويعيش بين جنباتها ،، أمناً و أماناً أفتقدوه طيلة عهود من القهر و الظلم ،، وتم سلبهم أدميتهم ،،، وحقهم فى العيش بحياة كريمة فلا يكون همهم إلا العمل على رفعة بلدهم ورقيها بين الأمم ،،،،تذكر ملايين الأطفال وهى تنظر لك بعين الأب ،، وتنظر فيك أمانا لمستقبلها ،، تذكر ملايين الشباب ،، وهى ترى فيك حاضرها ،، وترى فيك حكماً عدلاً و أخاً أكبر لهم ،، وملايين الكبار التى تنظر فيك حصناً و سيفاً رادعاً لكل من تسول له نفسه من أن يسىء إلى مصر أو أولادها فأنت بالنسبة لكل هؤلاء خط الدفاع الأول ،، فإن زل عقلك و زلت قدمك ،،، ستكون عواقب الأمر وخيمة ،، وأن أستمسكت بحكمة الأمر وعبرة الأيام و الزمان ،، كنت لنا نعم القائد و نعم المعين ،، كفانا ما عشناه من تلك النقائص من الامور ،، انت ما جئت إلا لترضى ربك أولاً ثم تعمل على أن توحد الصفوف خلف راية واحدة ،،، مصر
ولن يتوحد الجميع تحت تلك الراية ،، إلا إذا شعروا أنهم فى وطن عادل ،، حر ،، يخاف هو عليهم ،، قبل أن يخافوا هم عليه ،، عندها أنتظر من عموم الناس ،، عملاً داؤباً مخلصاً ،، لرفعة مصر ،، وعزتها
وأفوض أمرى إلى الله أن الله بصيراٌ بالعباد
وأخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين ،، وسلام على المرسلين ،، وسبحانك ربى رب العزة عما يصفون
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
بقلم أ / عبده جمعه
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
بسم الله الرحمن الرحيم
(( إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَن يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنسَانُ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا )) صدق الله العظيم
هذه الرسالة ،، إنما كتبت بدماء الشهداء ،، ليس دماء شهداء ثورة يناير العظيمة ،، ولكن بدماء جميع الشهداء المصريين على مر العصور ،، بداية من حروب الهكسوس ،، حتى حرب اكتوبر المجيدة ،، ونهاية بشهداء يناير وما بعد يناير ،، وكل من عانى ظلماً وقهراً فى السجون والمعتقلات ،،، وكل من تم أزهاق روحه بشتى الطرق ،، ليس لذنب جنته يداه ،، و لكن لكلمة حق أراد تبليغها ،، فكان مصيره لزوال ،،، أتخيل كل هؤلاء ،، و بماذا كانوا يرغبون و يحلمون ،، فقط بوطن عادل يضمهم ،،، وسقف أمن يحتويهم ،، ولا يتم التفرقة فيه على أساس العقيدة ،، أو الجنس ،، او اللون ،، كلنا خلقنا الله ،، وكلنا تحت سماء الله ،، وكلنا فى وطن واحد هل سمعت لمناجاة أرواحهم وهى تصعد لبارئها ،، وفى أى سبيل كانوا يقدمون دمائهم ،، أنها فى سبيل الله والله قد خلقنا أحراراً ،، ولم يرضى لنا ظلماً ولا أستعباد ،،، أنها الحرية التى أرادها لنا الله ،، والعدل الذى أقامه الله بدينه ،، وبعثه لنا الأنبياء ،،، ذلك كان مبتغاهم ،،، و أملهم ،،، وتلك كانت رسالتهم ،،،،،،،
ايها الراعي القادم هذا مقالي الأخير و ندائي الأخير لك .. فقد أتخذت كافة السبل لتصل إلى مبتغاك و أملك و ها قد وصلت و أصبحت رئيساً للبلاد ،،،، و ظننت انك بوصولك ستستريح ،،،،لكن هيهات ؟
لقد أرتضيت أن تحمل الأمانة ،،، فهل ستكون عبئاً ثقيلاً على عاتقك ،، أم ستعمل على تطبيق قول العزيز الجبار ( وَالَّذِينَ هُمْ لِأَمَانَاتِهِمْ وَعَهْدِهِمْ رَاعُونَ ) ،،، ان كان قربك لله طاعة ... فثق تمام الثقة انه لا ولن يخذلك ، لأنه سبحانه جل شأنه قال في كتابه : إن الله يدافع عن الذين آمنوا إن الله لا يحب كل خوان كفور وهذا وعد من الله القوى العزيز ، ومن أصدق من الله قيلاً ، وقد صدق الله وعده مع الذين صدقوا فى نصره ، وأعز جنده الذين استجابوا لأمره
فحكموا شرائعه فى حياتهم ، و واجهوا عدوهم أمة واحدة ، وقوة واحدة وقيادة واحدة بإيمان راسخ ، نصرهم فى بدر ، ونصرهم على الأحزاب فى الخندق ، ونصرهم فى حنين ، ونصرهم فى حروب الردة ، ونصرهم على جحافل فارس حتى اسلمت الفرس كلها ، ونصرهم على حشود الرومان حتى حُرر من نيرهم الشام ومصر ، ونصرهم على وحوش التتار فى عين جالوت ، ونصرهم على الحاقدين عليهم فى حطين .
فى كل هذه الانتصارات التى حفظها التاريخ واضحة المعالم كان عدد المسلمين أقل من عدد عدوهم ، وأقل فى العتاد ولكنهم انتصروا لأنهم حققوا سنة الله فى توجيه المجتمع المسلم ، فواجهوا عدوهم موحدة رايته و كلمتهم وأهدافهم يدافعون عن الحق ، ويقاتلون بالحق ، ويقاومون الفساد والظلم ، ليرفعوا راية العدل وينصرون الله ورسوله ، فنصرهم الله تحقيقاً لسنته تعالى فى تنازع البقاء وصراع الحق والباطل ...ولا يسعني في النهاية الا ان اذكرك بهذه الواقعة فالربما ساعدتك على فكاك رقبتك من النار
اعاذنا الله واياك منها ...... تقول فاطمة زوجة عمر بن عبد العزيز
دخلتُ يوما عليه وهو جالس في مصلاه واضعا خده على يده ودموعه تسيل على خديه
فقلت: مالك؟
فقال: ويحك يا فاطمة !!
قد وليت من أمر هذه الأمة ما وليت.. فتفكرت في الفقير الجائع والمريض الضائع.......... والعاري المجهود ...... واليتيم المكسور والأرملة الوحيدة ..... والمظلوم المقهور ..... والغريب والأسير والشيخ الكبير ...... وذي العيال الكثير والمال القليل وأشباههم في أقطار الأرض وأطراف البلاد .....فعلمت أن ربي عزوجل سيسألني عنهم يوم القيامة، وأن خصمي دونهم محمد صلى الله عليه وسلم، فخشيتُ أن لا يثبت لي حجة عند خصومته، فرحمت نفسي فبكيت! هل تذكر قول الأعرابى لسيدنا عمر : حكمت ،، فعدلت ،، فأمنت ،، فنمت ،، رضى الله عنك يا عمر
تذكر يا رئيس البلاد من كان قبلك ،، وكيف كان مصيره و منتهاه تذكر من سطر التاريخ احرفهم بنور فى سجلاته ،،، كل ظالم باغى وكل عادل صاحب مقام رفيع فى سجل التاريخ ،، موجود أسمه وكيف انتهى به الامر ،،، تذكر الشهداء الذين استطاعوا بصمتهم الان ،، أن تكون وليا ً على البلاد تذكر الملايين التى خرجت تنادى بالعدالة ،، و الحرية ،، كيف سيكون موقفهم منك ،، إذا انتهجت نفس نهج سلفك ،،،
و كيف حالها معك وانت أرسيت قاعدة الامن و الأمان و العدل ،،والحرية ،، والمساواة
ألن تطبق قول المولى عز وجل ( أدخلوها بسلام أمنيين ) وهل الأمن و الامان فقط لمن يدخل مصر زائراً ؟ ،،،
ألا يستحق أيضاً من داخلها ويعيش بين جنباتها ،، أمناً و أماناً أفتقدوه طيلة عهود من القهر و الظلم ،، وتم سلبهم أدميتهم ،،، وحقهم فى العيش بحياة كريمة فلا يكون همهم إلا العمل على رفعة بلدهم ورقيها بين الأمم ،،،،تذكر ملايين الأطفال وهى تنظر لك بعين الأب ،، وتنظر فيك أمانا لمستقبلها ،، تذكر ملايين الشباب ،، وهى ترى فيك حاضرها ،، وترى فيك حكماً عدلاً و أخاً أكبر لهم ،، وملايين الكبار التى تنظر فيك حصناً و سيفاً رادعاً لكل من تسول له نفسه من أن يسىء إلى مصر أو أولادها فأنت بالنسبة لكل هؤلاء خط الدفاع الأول ،، فإن زل عقلك و زلت قدمك ،،، ستكون عواقب الأمر وخيمة ،، وأن أستمسكت بحكمة الأمر وعبرة الأيام و الزمان ،، كنت لنا نعم القائد و نعم المعين ،، كفانا ما عشناه من تلك النقائص من الامور ،، انت ما جئت إلا لترضى ربك أولاً ثم تعمل على أن توحد الصفوف خلف راية واحدة ،،، مصر
ولن يتوحد الجميع تحت تلك الراية ،، إلا إذا شعروا أنهم فى وطن عادل ،، حر ،، يخاف هو عليهم ،، قبل أن يخافوا هم عليه ،، عندها أنتظر من عموم الناس ،، عملاً داؤباً مخلصاً ،، لرفعة مصر ،، وعزتها
وأفوض أمرى إلى الله أن الله بصيراٌ بالعباد
وأخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين ،، وسلام على المرسلين ،، وسبحانك ربى رب العزة عما يصفون
،،،،،،،،،،،،،،،،،،،
بقلم أ / عبده جمعه
0 التعليقات:
إرسال تعليق
دام الابداع والرقي فى التواجد نسعد دائماً بعطر تواجدكم