تحدّثوا عن شهداءها،
عن جرحاها،
عن الأيتام والأرامل هناك بين الأنقاض،
عن الثكلى والمشرّدين،
عن ديار هدّمت،
و الكهرباء إذ تعطّلت،
وعن مستشفيات رجمت بالصواريخ،
وعن سيّدة مرضعة،
تبكي عندما تجمّد اللّبن في ثديها
بعد أن استشهد وليدها،
فلماذا لم تذكروا الضفّة،
هل في غزّة فلسطينيين،
والضفّة عرب آخرون؟
تراب غزّة قد ارتوى دما،
شبع رعبا،
صار ركاما وأتربة
ومدافن،...
وآلاف الجرحى لا يجدون الماء،
فلا تسأل إن قد الدّواء،
والضمائد،
الأسرّة لا تكفي لكلّ من سقط أرضا..
لكنّ الشهيد الرّضيع يبتسم،
رغم الألم،
لأنّه قد استنشق بعد،
عطور الجنّة،
الشهيد البالغ يبتسم ،
فقد رأى من الأسرار ما رأى،
احتفلت به الملائكة،
وباركته السّماء،
فاسأل الرّصيف المؤدّي إلى المدافن،
كم موكب دفن مرّ من هناك،
وكم عاد من المشيّعين إثر ذلك
أو أثناء تشييع الجنازة،
ليدفن هو من أجل حقّ تقرير المصير.
--------------------------------
عبد الوهاب الطريقي: تونس
0 التعليقات:
إرسال تعليق
دام الابداع والرقي فى التواجد نسعد دائماً بعطر تواجدكم