الفرق بين شعر المدرسة الكلاسيكية
و الشعر الحديث
في الإبداع الشعري لمدرسة أبوللو
و الشعر الحديث
في الإبداع الشعري لمدرسة أبوللو
أيهما أجمل : حديقة غناء فيها من ألوان الزهور المرتبة في تناسق و تناغم مريح للعين أم حديقة كلها من لون واحد وإن حوت بعض الزهور الذابلة ؟
إنها معضلة أدبية ضخمة .. أو هكذا صورت .. و لهذا حوربت حرباً شعواء ظناً ممن حاربوها أنها هدمٌ للغة و ثوابت الشعر .. و لم يعلموا أنها الشيء الذي سوف يحافظ يوماً علي اللغة و جمال الشعر العربي .. و هذا ما أدركه أحمد شوقي .. أمير الشعر العربي بشكله الكلاسيكي فقبل أن يكون سكرتيراً لرابطة شعراء أبوللو حين إنشائها .. و في هذا من المعاني ما لا يخفي علي أحد ..
إنها معضلة أدبية ضخمة .. أو هكذا صورت .. و لهذا حوربت حرباً شعواء ظناً ممن حاربوها أنها هدمٌ للغة و ثوابت الشعر .. و لم يعلموا أنها الشيء الذي سوف يحافظ يوماً علي اللغة و جمال الشعر العربي .. و هذا ما أدركه أحمد شوقي .. أمير الشعر العربي بشكله الكلاسيكي فقبل أن يكون سكرتيراً لرابطة شعراء أبوللو حين إنشائها .. و في هذا من المعاني ما لا يخفي علي أحد ..
دعونا أولا نتفق علي مبدأ هام و معروف يؤمن به الجميع .. أن المعجزات كانت ترسل مع الأنبياء بحسب ما برع فيه البشر ممن أرسل لهم هذا النبي ..
و لهذا أختير القرآن و هو المعجزة اللغوية لتكون المعجزة الكبري و التحدي الأعظم لقوم برعوا في اللغة و الشعر و جعلوا لها لأول مرة في تاريخ البشرية سوقاً ( معرضاً بكلماتنا الحديثة ) للغة .. و هو سوق عكاظ .. كما قال شيخنا الشعراوي رحمه الله ..
تلك المقدمة الطويلة لها أهمية فيما سيأتي لئلا يرد أحدهم بأننا نساوي القرآن العظيم بالشعر و النصوص الأدبية - حاشا و كلا - و ما كان لكائن أن يفعل ..
و لكن المقصود أن القرآن كمعجزة لغوية فاق كلام العرب في كل شيء جمالاً و تفرداً في الأسلوب و المفردات و الايقاع اللغوي و السمعي و غير ذلك
و لهذا أختير القرآن و هو المعجزة اللغوية لتكون المعجزة الكبري و التحدي الأعظم لقوم برعوا في اللغة و الشعر و جعلوا لها لأول مرة في تاريخ البشرية سوقاً ( معرضاً بكلماتنا الحديثة ) للغة .. و هو سوق عكاظ .. كما قال شيخنا الشعراوي رحمه الله ..
تلك المقدمة الطويلة لها أهمية فيما سيأتي لئلا يرد أحدهم بأننا نساوي القرآن العظيم بالشعر و النصوص الأدبية - حاشا و كلا - و ما كان لكائن أن يفعل ..
و لكن المقصود أن القرآن كمعجزة لغوية فاق كلام العرب في كل شيء جمالاً و تفرداً في الأسلوب و المفردات و الايقاع اللغوي و السمعي و غير ذلك
بل و جاء بكلمات من بعض كلام بطون العرب لا يعرفها الآخرون ليُعرف أنه جامع .. نزل من عند رب السماوات الذي يعرف كل ما لا يعرفونه حتي من بعض كلامهم ..
و مثال ذلك ما ورد في تفسير ابن عباس حين سئل عن معني ( فاطر السماوات و الأرض) فقال و الله ما كنا نعرف معناها و لا عرفت المقصود منها حتي جاءني اثنان من الأعراب يختصمان فقال أحدهما ( أنا فطرتها) فعلمت معناها أنها من أنشأ الشيء أول مرة ..
.. و كان هذا هو المراد .. إعجاز العرب ..
و مثال ذلك ما ورد في تفسير ابن عباس حين سئل عن معني ( فاطر السماوات و الأرض) فقال و الله ما كنا نعرف معناها و لا عرفت المقصود منها حتي جاءني اثنان من الأعراب يختصمان فقال أحدهما ( أنا فطرتها) فعلمت معناها أنها من أنشأ الشيء أول مرة ..
.. و كان هذا هو المراد .. إعجاز العرب ..
اذن فكل ما ورد في القرآن فهو فائقٌ و مبهر .. أبهر عمالقة العرب في اللغة .. و انحنوا له اجلالاً
فاذا قلنا أن في اللغة العربية حرفاً هو الحرف الصامت .. فلا عجب ..
و أن النص العربي يُقرأ بنفس الطريقة التي أراده مُنشأهُ أن يقرأ بها حيث أنها الطريقة التي بني عليها إنشاء النص .. فلا عتب علي هذا المبدأ ..
و أن النص العربي يُقرأ بنفس الطريقة التي أراده مُنشأهُ أن يقرأ بها حيث أنها الطريقة التي بني عليها إنشاء النص .. فلا عتب علي هذا المبدأ ..
و هذا كله فالعرب اعترفوا به حين أقروا بمعجزة القرأن ..
قال تعالي :
( حتي اذا بلغت التراقي و قيل منْ .. رااااااق)
هاهنا سكتٌ واجب بمقدار حركتين كما يقال عنه في علم التجويد ..
هي آية عظيمة مليئة بالإعجاز اللغوي و تعليم العرب لشيء جديد جميل في لغتهم لم يعرفوه قبلاً أو كان من أسلوب بعض بطون العرب و غير شائعٍ عند الآخرين .. علمهم جواز انشاء نص فيه حرووف صامتة .. السكت .. في وسط النص .. لفائدة التأمل و ادراك المزيد من المعني .. و فائدة اللذة السمعية و الذهنية للنص ..
تخيل قراءة تلك الأية العظيمة بدون الوقف ..
من يعرف التجويد سيدرك البشاعة السمعية الناشئة عن تلك المخالفة للطريقة التي أراد الله بها لهذا النص أن يُقرأ .. حين تضطر بقواعد التجويد أن تضغم النون و الراء .. و ما هكذا أراده الله ..
قال تعالي :
( حتي اذا بلغت التراقي و قيل منْ .. رااااااق)
هاهنا سكتٌ واجب بمقدار حركتين كما يقال عنه في علم التجويد ..
هي آية عظيمة مليئة بالإعجاز اللغوي و تعليم العرب لشيء جديد جميل في لغتهم لم يعرفوه قبلاً أو كان من أسلوب بعض بطون العرب و غير شائعٍ عند الآخرين .. علمهم جواز انشاء نص فيه حرووف صامتة .. السكت .. في وسط النص .. لفائدة التأمل و ادراك المزيد من المعني .. و فائدة اللذة السمعية و الذهنية للنص ..
تخيل قراءة تلك الأية العظيمة بدون الوقف ..
من يعرف التجويد سيدرك البشاعة السمعية الناشئة عن تلك المخالفة للطريقة التي أراد الله بها لهذا النص أن يُقرأ .. حين تضطر بقواعد التجويد أن تضغم النون و الراء .. و ما هكذا أراده الله ..
فاذا انتقلنا بعد إقرار هذا المبدأ الهام .. أن النص لا يُقرأ إلا كما أنشأه صاحبه ..
اذا انتقلنا لمضمار الشعر .. فالنص الشعري لابد أن يُقرأ كما أنشأه صاحبه .. فاذا قرأته بطريقة أخري فقد أسأت إليه أيما إساءة .. و يكون العيب منك لا من النص ..
فاذا سمعته من الشاعر يلقيه بنفسه علمت كم أن النص له رونقٌ لم تدركه حين قرأته بطريقة أخري ..
فاذا كان في النص لحظات صمت ( حروف صامتة ) فلابد أن تعطي بطئاً في القراءة و تصمت لبرهة قبل أن تكمل .. و إلا فقد أسأت للنص ..
و كل أشعار مدرسة أبوللو تنطبق عليها تلك الملحوظة الهامة .. فلو قرأتها بنفس طريقة الإلقاء للشعر الكلاسيكي و هي المليئة بالجزالة و أحيانا يتقعر فيها البعض فلن تستمتع بها أبداً .. أما إن قرأتها بالطريقة الصحيحة .. فستستمتع بما فيها من صور أرادك الشاعر أن تعيش فيها و موسيقي حالمة أرادك أن تستمع إليها ..
اذا انتقلنا لمضمار الشعر .. فالنص الشعري لابد أن يُقرأ كما أنشأه صاحبه .. فاذا قرأته بطريقة أخري فقد أسأت إليه أيما إساءة .. و يكون العيب منك لا من النص ..
فاذا سمعته من الشاعر يلقيه بنفسه علمت كم أن النص له رونقٌ لم تدركه حين قرأته بطريقة أخري ..
فاذا كان في النص لحظات صمت ( حروف صامتة ) فلابد أن تعطي بطئاً في القراءة و تصمت لبرهة قبل أن تكمل .. و إلا فقد أسأت للنص ..
و كل أشعار مدرسة أبوللو تنطبق عليها تلك الملحوظة الهامة .. فلو قرأتها بنفس طريقة الإلقاء للشعر الكلاسيكي و هي المليئة بالجزالة و أحيانا يتقعر فيها البعض فلن تستمتع بها أبداً .. أما إن قرأتها بالطريقة الصحيحة .. فستستمتع بما فيها من صور أرادك الشاعر أن تعيش فيها و موسيقي حالمة أرادك أن تستمع إليها ..
هل قرأت قصيدة الأطلال لناجي .. هي مثال واضح و رائع لكل ما قرأته في هذا المقال ..
ابحث عنها الآن علي الويب و انظر إليها من بعيد .. هل كل أبياتها متساوية الطول .. لا في الظاهر .. اذن كيف كانت شعراً .. أليست بشعر .. ؟؟
إنها ليست علي بحر شعري واحد .. ظاهرياً..
ما دامت قد غُنيت بتلك الحلاوة و اللذة من أم كلثوم فهي شعر .. إن النثر لا يُغني .. تلك هي الحقيقة
.. اذن فكيف غنتها أم كلثوم ؟ .. لقد عرفت كيف تُلقيها كما أرادها الشاعر العبقري إبراهيم ناجي حين أنشأها .. عرفت متي تصمت لتعطي مساحة للخيال و متي تطيل في حروف المد لتغوص أذن السامع و معها ذهنه لأعماق جديدة بها من لؤلؤ المعني ما فيها ..
عرفت كيف تعيش أجواء النص و تجعل السامع يعيش و يتأوه .. هذا ما فعلته أم كلثوم .. فخلدت قصيدة كانت تستحق الخلود .. و صارت ذخراً للغة العربية في زمن الإنترنت و لغة الشباب التي نعرفها جميعاً في وقتنا الحاضر ..
عرفت كيف تعيش أجواء النص و تجعل السامع يعيش و يتأوه .. هذا ما فعلته أم كلثوم .. فخلدت قصيدة كانت تستحق الخلود .. و صارت ذخراً للغة العربية في زمن الإنترنت و لغة الشباب التي نعرفها جميعاً في وقتنا الحاضر ..
ارجع للقصيدة مرة أخري .. هل كلها علي قافية واحدة .. لا ..
كيف هي إذن قصيدة واحدة ..
هذا فرق آخر بين القصيدة في شعر أبوللو و الشعر الكلاسيكي القديم ..
هي قصيدة واحدة غنتها أم كلثوم فعشنا معها أجمل لحظات في بحور الخيال .. أليس هذا ما حدث .. نعم .. فالقصيدة في مدرسة أبوللو الشعرية تعتمد علي وحدة الموضوع و وحدة الجو النفسي للقصيدة .. ذلك الجو الذي كان يشعر به الشاعر حين كتبها و أخذك معه في أعماق هذا العالم بكلمات قصيدته بما فيها من صور شعرية و مفردات مناسبة و جو موسيقي داخلي بين كل مجموعة أبيات .. و الجو الموسيقي العام يجمعها
.. هذه هي القصيدة في أبوللو تبدو كعقد من جوهر ..
أما القصيدة الكلاسيكية فتعتمد علي وحدة البحر و القافية مما يؤدي الي فراغ جعبة الكاتب أثناء القصيدة فيضطر أحياناً لتغيير الموضوع فيتحدث تارة عن الغزل و تارة عن الفخار بقبيلته و تارة عن شيمه الشخصية و تارة عن مدح الحاكم و عن مدح الطبيعة ثم مدح الفرس و مدح بعض النياق لا مانع .. فتجد القصيدة جزلة البناء و واحدة القافية لكنها خليط من المواضيع الغير مترابطة أحياناً لكن لها وحدة القافية و البحر الشعري .. و أحيانا يهتم بالقافية و البحر علي حساب المعني ..
فأيهما أجمل ..
أترك لكم الإجابة ..
كيف هي إذن قصيدة واحدة ..
هذا فرق آخر بين القصيدة في شعر أبوللو و الشعر الكلاسيكي القديم ..
هي قصيدة واحدة غنتها أم كلثوم فعشنا معها أجمل لحظات في بحور الخيال .. أليس هذا ما حدث .. نعم .. فالقصيدة في مدرسة أبوللو الشعرية تعتمد علي وحدة الموضوع و وحدة الجو النفسي للقصيدة .. ذلك الجو الذي كان يشعر به الشاعر حين كتبها و أخذك معه في أعماق هذا العالم بكلمات قصيدته بما فيها من صور شعرية و مفردات مناسبة و جو موسيقي داخلي بين كل مجموعة أبيات .. و الجو الموسيقي العام يجمعها
.. هذه هي القصيدة في أبوللو تبدو كعقد من جوهر ..
أما القصيدة الكلاسيكية فتعتمد علي وحدة البحر و القافية مما يؤدي الي فراغ جعبة الكاتب أثناء القصيدة فيضطر أحياناً لتغيير الموضوع فيتحدث تارة عن الغزل و تارة عن الفخار بقبيلته و تارة عن شيمه الشخصية و تارة عن مدح الحاكم و عن مدح الطبيعة ثم مدح الفرس و مدح بعض النياق لا مانع .. فتجد القصيدة جزلة البناء و واحدة القافية لكنها خليط من المواضيع الغير مترابطة أحياناً لكن لها وحدة القافية و البحر الشعري .. و أحيانا يهتم بالقافية و البحر علي حساب المعني ..
فأيهما أجمل ..
أترك لكم الإجابة ..
بقلمي
شاعر يتألم
شاعر يتألم
أعيد النشر لتصحيح املائى
عن Unknown