رمضان العلالقه
حــــبي جــــــنوني
قصــــة قصــــــرة
الجـــزء الثالث و الاخير
بقلم/ رمضان العلالقة
^^^^^^^^^^^^^
تفجرت داخله ثورة التقيد و ضعفه و استسلامه فاشتدت نار الوجد داخله و أزداد سعيرها فكانت قوة هائلة غيرت كثيرا من قواعد المعادلة و ظلت تتنامي حتى أصهرت الثلوج التي تلتفه و تحد من تحركاته و لتكسر القيود الموضوعة حول زراعيه الهزيلتين فأجمع كل طاقته كي يكسر هذه الأغلال و تلك القيود التي وضعت حول معصميه .
قصــــة قصــــــرة
الجـــزء الثالث و الاخير
بقلم/ رمضان العلالقة
^^^^^^^^^^^^^
تفجرت داخله ثورة التقيد و ضعفه و استسلامه فاشتدت نار الوجد داخله و أزداد سعيرها فكانت قوة هائلة غيرت كثيرا من قواعد المعادلة و ظلت تتنامي حتى أصهرت الثلوج التي تلتفه و تحد من تحركاته و لتكسر القيود الموضوعة حول زراعيه الهزيلتين فأجمع كل طاقته كي يكسر هذه الأغلال و تلك القيود التي وضعت حول معصميه .
أنتفض نفضه واحدة فاردا زراعيه الهزيلتين بكل قوة ليحتضن محبوبته التي تفانى في حبها و أخلص لها قلبه وحبه و هي ثمرة اشتياقه الجارف و حبه الكبير بعد فترة امتنعت خلالها عن لقائه مما أشعل ثورة اشتياقه و التهبت نار شجونه و جنونه , فأخذ يضم زراعيه الهزيلتين حول محبوبته رويدا لكن هي هات ما وجد بين زراعيه غير شيء خشن الملمس هزيل القوام إنه جزع الشجرة التي يستظل بظلها الغير ظليل , فما كانت محبوبته إلا سراب لا يطفئ ظمئة عاطش فهي مجرد طيف من نسيج الخيال الذي أصطنعه لنفسه و ظل عاكفا في محراب عشقها و لا يثق إلا بها و لا يسمع لغيرها حديث .
و بعد لحظات ثقيلة مرت كأعوام أفاق من دهشته و ذهوله فأغمض عينيه برهة من الوقت ثم سحب زراعيه الهزيلتين من حول جزع الشجرة غير الظليلة في تسلل و خجل كبيرين و نظر حوله فلم يجد أي إنسان و هو يشعر بدوار شديد و أن الأرض تدور من حوله فما عادت أقدامه تقوى علي حمله , فوقف مترنحا كأنه عود ذابل في مهب الريح بعد أن تشققت الأرض تحت جذوره , فعاد و جلس متهاويا علي الأرض بغير إرادته ثم وضع كفيه على وجهه الشاحب في حسرة و خجلا كبيرين , و ظل يبكى بكاء مريرا مليء بالحسرة و الألم و الدموع تتساقط من بين أصابعه الموضوعة على وجهه الشاحب حتى كادت أن تجف عينيه الواسعتين .
و حينئذ سمع المنادي الذي كان ينادى عليه من بعيد , ينادى عليه هذه المرة من بعيد و ليس من بعيد جدا , و يقترب منه و مازال يقترب حتى وصل إليه و قريب من مسمعه و أمره أن ينهض و بكل قوة , أخذ يلقى إليه بعض اللوم و الاتهامات و بلهجة شديدة .
ما الذي دفعك لذلك ؟
أتنساق وراء طيف من خيال تنسجه أنت و بيديك ؟
أتنساق في تيار حبا واهي و أفكار جامحة ؟
كيف لو رأوك الناس و أنت هكذا ؟ 0
واحتدم صراع ضاري بينه و بين نفسه لام خلاله نفسه لما تأمره بالانجراف نحو الجنون و الانخراط في حياة خيالية يسود فيها الخيال كل شيء , إنه أمضى أياما طويلة سيطر خلالها الخيال على معظم أمور حياته فجعلها كئيبة و أنشق خلالها أيضا عن جموع الناس فكان بعيدا عنهم , و أحب الجلوس وحيدا .
و في محاولة لاستمرار سيطرة المنادي أمره أن ينهض , أمره هذه المرة بكل رفق كأنه مشفق عليه
فوقف ثم مسح بيديه عينيه الواسعتين و وجهه الشاحب الذي تبلل بالدموع التي انحصرت و أحتقنت بها عينيه الواسعتين فاحمرت كأنهما حفرتين من لهيب , و وقف ببطء شديد كأن جسمه أصابه الخمول و الإعياء و ساقيه باتت لا تقوى على حمل جسمه النحيل فوقف متأرجحا كعود ذابل في مهب الريح تداعبه الإخطار , و مازال الصراع مشتد بين مناد أراد أن يدخله في صفوف الناس و يجعله متزن التفكير وبين أفكاره الجامحة التي سيطرت على معظم مساحات عقله وعواطفه ومشاعره فجعلتها مشاعر فياضة و متدفقة أنساق في تيارها إلى حيث لا يدرى و بدون تفكير و جعلته يتقلب على جمر ليال طويلة تكوى جسمه النحيل ويتلذذ بحرقة جمراتها0
و عندما وقف على قدميه كان رأسه يموج بأفكاره السوداء تائها لا يعرف لنفسه طريق وإلى أين المسير , و قد بدأت الشمس تجمع خيوط نورها من الكون وتنسج خيوط الليل كأنها على عجلة من آمرها لتأذن برحيل حبيبة قلبه التي عكف علي عشقها و طوع كل مشاعره لحبها الكبير و تدق أجراس الرحيل فلا سبيل أمامه إلا أن ينصت للمنادي الذي يناديه بالعودة إلى رشده و سابق عهده فجلس علي الأرض مرة أخرى و أخذت أنفاسه تنظم من تدفقها و دقات قلبه المتسارعة تهدئ قليلا وأصغى له بشيء من الاهتمام حتى انتهى المنادي من رشده و علمه أن الحب واقع في حياتنا و تخضع له كل مشاعرنا و عواطفنا و هو خالد في وجداننا و عطاء و بقاء و علمه أيضا أن الأمل حلم و لنا أن نحلم بخيالنا و أن نحلق به في صفاء السماء و نقائها و للعقل مكابح تحد من جموحه و شطحاته حينما يشطح إلي أبعد من الخيال
تمت بحمد الله
حبي جنوني
بقلم / رمضان العلالقة
و بعد لحظات ثقيلة مرت كأعوام أفاق من دهشته و ذهوله فأغمض عينيه برهة من الوقت ثم سحب زراعيه الهزيلتين من حول جزع الشجرة غير الظليلة في تسلل و خجل كبيرين و نظر حوله فلم يجد أي إنسان و هو يشعر بدوار شديد و أن الأرض تدور من حوله فما عادت أقدامه تقوى علي حمله , فوقف مترنحا كأنه عود ذابل في مهب الريح بعد أن تشققت الأرض تحت جذوره , فعاد و جلس متهاويا علي الأرض بغير إرادته ثم وضع كفيه على وجهه الشاحب في حسرة و خجلا كبيرين , و ظل يبكى بكاء مريرا مليء بالحسرة و الألم و الدموع تتساقط من بين أصابعه الموضوعة على وجهه الشاحب حتى كادت أن تجف عينيه الواسعتين .
و حينئذ سمع المنادي الذي كان ينادى عليه من بعيد , ينادى عليه هذه المرة من بعيد و ليس من بعيد جدا , و يقترب منه و مازال يقترب حتى وصل إليه و قريب من مسمعه و أمره أن ينهض و بكل قوة , أخذ يلقى إليه بعض اللوم و الاتهامات و بلهجة شديدة .
ما الذي دفعك لذلك ؟
أتنساق وراء طيف من خيال تنسجه أنت و بيديك ؟
أتنساق في تيار حبا واهي و أفكار جامحة ؟
كيف لو رأوك الناس و أنت هكذا ؟ 0
واحتدم صراع ضاري بينه و بين نفسه لام خلاله نفسه لما تأمره بالانجراف نحو الجنون و الانخراط في حياة خيالية يسود فيها الخيال كل شيء , إنه أمضى أياما طويلة سيطر خلالها الخيال على معظم أمور حياته فجعلها كئيبة و أنشق خلالها أيضا عن جموع الناس فكان بعيدا عنهم , و أحب الجلوس وحيدا .
و في محاولة لاستمرار سيطرة المنادي أمره أن ينهض , أمره هذه المرة بكل رفق كأنه مشفق عليه
فوقف ثم مسح بيديه عينيه الواسعتين و وجهه الشاحب الذي تبلل بالدموع التي انحصرت و أحتقنت بها عينيه الواسعتين فاحمرت كأنهما حفرتين من لهيب , و وقف ببطء شديد كأن جسمه أصابه الخمول و الإعياء و ساقيه باتت لا تقوى على حمل جسمه النحيل فوقف متأرجحا كعود ذابل في مهب الريح تداعبه الإخطار , و مازال الصراع مشتد بين مناد أراد أن يدخله في صفوف الناس و يجعله متزن التفكير وبين أفكاره الجامحة التي سيطرت على معظم مساحات عقله وعواطفه ومشاعره فجعلتها مشاعر فياضة و متدفقة أنساق في تيارها إلى حيث لا يدرى و بدون تفكير و جعلته يتقلب على جمر ليال طويلة تكوى جسمه النحيل ويتلذذ بحرقة جمراتها0
و عندما وقف على قدميه كان رأسه يموج بأفكاره السوداء تائها لا يعرف لنفسه طريق وإلى أين المسير , و قد بدأت الشمس تجمع خيوط نورها من الكون وتنسج خيوط الليل كأنها على عجلة من آمرها لتأذن برحيل حبيبة قلبه التي عكف علي عشقها و طوع كل مشاعره لحبها الكبير و تدق أجراس الرحيل فلا سبيل أمامه إلا أن ينصت للمنادي الذي يناديه بالعودة إلى رشده و سابق عهده فجلس علي الأرض مرة أخرى و أخذت أنفاسه تنظم من تدفقها و دقات قلبه المتسارعة تهدئ قليلا وأصغى له بشيء من الاهتمام حتى انتهى المنادي من رشده و علمه أن الحب واقع في حياتنا و تخضع له كل مشاعرنا و عواطفنا و هو خالد في وجداننا و عطاء و بقاء و علمه أيضا أن الأمل حلم و لنا أن نحلم بخيالنا و أن نحلق به في صفاء السماء و نقائها و للعقل مكابح تحد من جموحه و شطحاته حينما يشطح إلي أبعد من الخيال
تمت بحمد الله
حبي جنوني
بقلم / رمضان العلالقة
عن Unknown
0 التعليقات:
إرسال تعليق
دام الابداع والرقي فى التواجد نسعد دائماً بعطر تواجدكم