بقايا أنسان محطم
--------------------.
الفهرست
---------------------
م شخصيات المسرحية
-----------------------------
1 الأنسان
2 القمر
3 الهيكل الكبير
4 الرجل الذى ينطبق عليه القبر
5 الرجل الذى يعضعض أنامل يديه
6 الرجل الذى تفوح رائحة المسك من قبره
(بقايا أنسان محطم)وهى مسرحية شعرية ذات فصل واحد ..تتضمن ثلاثة مشاهد
----------------------------------------------------------------------------.
الفصل الأول(المشهد الاول)
---------------------------------.
ينفرج ستار المسرح عن سكون وليل دامس..لا يشق هذا الظلام الا اشعة مرسلة من ضوء القمر فى سماء صافية لا يتخللها سوى بعض النجوم
وتمتلأ خشبة المسرح بضباب كثيف وموسيقى خافتة كأنها صادرة من مكان بعيد ثم يظهر على خشبة المسرح أنسان يشق الضباب ..وهو ينظر فى حيرة يميناً ويساراً..كمن يبحث عن شىء مجهول ..ثم يتطلع الى السماء ..وينظر الى القمر الذى يشق هذا الضباب بضوءه الخافت ..ويتكلم وهو يتطلع الى السماء ويحادث القمر .
الأنسان:- مشيت وحيداً أناجى النجوم
وأسال قمرى قبل ضياعه وسط الغيوم
لماذا ولدت؟!!
لماذا اموت؟!!
وماذا اريد؟!!
وماذا أكون؟!!
سألتك قمرى فهل من مجيب؟
وهل من جوابٍ غير النحيب؟
نحيب علىّ
فلا ..لا تلومنى
ولا توجه قولاً حكيم فلن أستجيب
سألتك قمرى فهل من مجيب؟
وفجأة يصدر صوت حكيم رزين يخاطب الانسان صوت قادم من مكان سحيق ثم يتبين ان هذا الصوت صادر من القمر والذى لاحظ حيرة هذا الانسان ومحاولته البحث عن ايجابات لأسئلة احتار امامها
القمر:-
ولدت صديقى لتبقى الحياة
وتعبد ربك مثل البشر
وخيرت فيها ما بين الصلاح
وخيرت أيضاً ما بين الأشر
وإن لم تستغل صديقى الحياة
أعلم لن يعيدها اليك القدر
فأنعم صديقى بشهد الحياة
وأنعم صديقى بغض الثمر
ولكن كن كالذئاب صديقى
وعن الخطايافكن كالحذر
لاتنثر العمر بنى فى الخطايا
تناثر الاوراق حول الشجر
فكيف تبعث نجواك لإناس
هم بلا قلب يعى أو بصر
الإنسان:- تقول ولدت لتبقى الحياة
وأنا رماد بين البشر
فماذا سافعل بين الأنام؟
وهل بفنائى الوجود أنكسر
وهل ببقائى ستبقى الحياة؟
وهل بفنائى يموت السحر
فأنا رذاذ بين البحار
فهل بأنتشالى البحر أندثر
أو حصوة ما بين الجبال
ولست رخام أو تمثال يسر النظر
فأنا صديقى كعود ثقاب
ماذا سيفعل بين الشعل؟
عليه البقاء ياقمرى وحيداً
وان اراد الظهور فى ثوانى أشتعل
سأشفى بموتى قلبٍ جريح
ملئته ياقمرى بكثير العلل
فهل الفناء يكون ارتياح
أو أخر علة بين العلل
صدقنى صديقى
وجودى فى الحياة
يساوى العدم
فأن مت سوف يوارينى الثرى
وإن عشت لن اعالى القمم
وان اردت اعلو سوف أحارب
جميع العقائد وكل القيم
ولن ارضى ذلك
ولن أرضى ذاك
أشيرنى ياقمرى
ماذا العمل؟؟
كم قلت قمرى ولم تستجيب
وجودى فى الحياة يساوى العدم
القمر:- الفكر صديقى عصب الحياة
وسر الوجود وسر القدر
مادمت تفكر فأنت تعيش
ولسوف تدرك أين المقر
ولكن تمهل ولا تعجل
فأن الحياة ليست مستقر
فسوف تغادرها مهما بقيت
لدار الخلود ودار الأبر
فأنت صديقى خير الأنام
ولكن بفكرك لا تنتحر
الإنسان:- كفاك صديقى قولاً حكيم
كفاك صديقى وهات الجواب
فإنى مقتت قول الشيوخ
ولم الق منهم غيرحسن الخطاب
فإن تكلم!!
كلمنى سراً!!
وإن طال صمتى ..
أو طال سؤالى
لا ألق ياقمرى غير العتاب
فكم عشت صريعاً
ما بين الضباب وبين الانين
وعشت اعانى الالام الشك
وعانيت أيضاً عذاب اليقين
فكم طرقت باب الجهول
وظللت أطرق فلم يستبين
فلما فتحته على مصرعيه
هويت بنفسى أسفل سافلين
اشعر ياقمرى دبيب الفناء
ولم اصب فى العيش الا الشقاء
وكم عشت دوماً أسأل نفسى
لما يانفس؟
لما البقاء؟
واعلمى يانفس كم حسرتى
ان حان حينى
ولم أكتشف لغز القضاء
فكيف أعيش صريع الهوى
وكيف اكون مأوى البلاء
أعيش لا ادرى معنى الوجود
وأيضاً لا أدرى معنى الفناء
القمر:- كم تشغل البال بأمر محال
وليس عليك ان تدركه
فأنت ذرة بين الوجود
فكيف لعقلك ان يوجده
خلقت بنى من ماءٍ وطين
الإنسان:- وأى ماء ساق البشر
القمر:- ماء مهين حمله أدم
الإنسان:- خلقنا نحمل شتى الصور
القمر:- ارحم عقلك وإعلم بنى
ان فيه يومٍ يعاد البشر
ليجزى ربك جميع الأنام
بخير فعلت ام بأشر
فأن كان خيراً ..فحسن مأب
وأن كان شر ..فجحيم سعر
الإنسان:- كم جاء لبقضاء لكل البشر
وشيعت كفنى بدمعٍ ٍ حزين
وأسأل قمرى الا من عائد ٍ
أسأله عن حالة الراحلين
ياساكنى القبور هل تسمعون؟
فلبوا دعوة الداعين
تعالوا أخبرونى ماذا رأيتم
وهل هناك رب اله المصير؟
وهل هناك عذاب بالقبور؟
وهل هناك جنة للمتقين؟
مثوانا ربى تحت التراب
منه خلقنا
اليه المأب
وبعد سنين نصير رماد
وعلى البقايا الدود أهاب
وبعد الالاف ...الالاف السنين
هناك مرد ..اله الإياب؟
القمر:- لو تفرق جسمك فى رمل الصحارى وبين البحار
وجاء النشور
وجاء الميعاد
ليوم الخيار
لأمر البحار
وأمر الجبال
بجمع عظامك
فهذا بنى ليس بالمحال
فأينما كنت اعلم ستأتى
وليس لديك بنى الفرار
فأين ستهرب؟
وكيف ستهرب؟
فأعلم بأن هروبك محال
الإنسان:- مازلت تشدو بقول ٍ حكيم
وتعلم قمرى لن أستجيب
أرنى بنفسى سر الحياة
وسر الفناء
وهذا الجواب
سألتك قمرى فهل من مجيب؟
وهل من جواب غير النحيب؟
نحيب علىَ
فلا ..لا تلومنى
ولا توجه قولاً حكيم فلن أستجيب
سألتك قمرى فهل من مجيب؟
ثم كثر الدخان على خشبة المسرح ..والاضواء تتلاعب على خشبة المسرح واصوات زلزال..وظلام دامس وسط هذة الاجواء ..وفى وسط هذة الاجواء والظلام الدامس يظهر بالمسرح ضوء خافت رويداً رويداً ..ثم تتضح الصورة كاملة لخشبة المسرح وهى عبارة عن مقابر ..وينشق قبر من القبور ويظهر منه هيكل ..والانسان يتحدث فى خوف وفزع وهلع.
الإنسان:- وبين السؤال وبين الجواب
زحفت بقدمى تجاه القبور
وهيكل عظم ترائى أمامى
وتبدو عليه ملامح سرور
فأفزع أهرب
تحيط بى هياكل تعيق العبور
أعنى قمرى
القمر:- لا ..لا تثور
الإنسان:- أعنى قمرى
القمر:- لا...لا تثور
وهنا يسدل الستار على نهاية المشهد الاول من الفصل الاول..وحتى نلتقى الاسبوع القادم مع احداث المشهد الثانى
شعر / محمد توفيق
--------------------.
الفهرست
---------------------
م شخصيات المسرحية
-----------------------------
1 الأنسان
2 القمر
3 الهيكل الكبير
4 الرجل الذى ينطبق عليه القبر
5 الرجل الذى يعضعض أنامل يديه
6 الرجل الذى تفوح رائحة المسك من قبره
(بقايا أنسان محطم)وهى مسرحية شعرية ذات فصل واحد ..تتضمن ثلاثة مشاهد
----------------------------------------------------------------------------.
الفصل الأول(المشهد الاول)
---------------------------------.
ينفرج ستار المسرح عن سكون وليل دامس..لا يشق هذا الظلام الا اشعة مرسلة من ضوء القمر فى سماء صافية لا يتخللها سوى بعض النجوم
وتمتلأ خشبة المسرح بضباب كثيف وموسيقى خافتة كأنها صادرة من مكان بعيد ثم يظهر على خشبة المسرح أنسان يشق الضباب ..وهو ينظر فى حيرة يميناً ويساراً..كمن يبحث عن شىء مجهول ..ثم يتطلع الى السماء ..وينظر الى القمر الذى يشق هذا الضباب بضوءه الخافت ..ويتكلم وهو يتطلع الى السماء ويحادث القمر .
الأنسان:- مشيت وحيداً أناجى النجوم
وأسال قمرى قبل ضياعه وسط الغيوم
لماذا ولدت؟!!
لماذا اموت؟!!
وماذا اريد؟!!
وماذا أكون؟!!
سألتك قمرى فهل من مجيب؟
وهل من جوابٍ غير النحيب؟
نحيب علىّ
فلا ..لا تلومنى
ولا توجه قولاً حكيم فلن أستجيب
سألتك قمرى فهل من مجيب؟
وفجأة يصدر صوت حكيم رزين يخاطب الانسان صوت قادم من مكان سحيق ثم يتبين ان هذا الصوت صادر من القمر والذى لاحظ حيرة هذا الانسان ومحاولته البحث عن ايجابات لأسئلة احتار امامها
القمر:-
ولدت صديقى لتبقى الحياة
وتعبد ربك مثل البشر
وخيرت فيها ما بين الصلاح
وخيرت أيضاً ما بين الأشر
وإن لم تستغل صديقى الحياة
أعلم لن يعيدها اليك القدر
فأنعم صديقى بشهد الحياة
وأنعم صديقى بغض الثمر
ولكن كن كالذئاب صديقى
وعن الخطايافكن كالحذر
لاتنثر العمر بنى فى الخطايا
تناثر الاوراق حول الشجر
فكيف تبعث نجواك لإناس
هم بلا قلب يعى أو بصر
الإنسان:- تقول ولدت لتبقى الحياة
وأنا رماد بين البشر
فماذا سافعل بين الأنام؟
وهل بفنائى الوجود أنكسر
وهل ببقائى ستبقى الحياة؟
وهل بفنائى يموت السحر
فأنا رذاذ بين البحار
فهل بأنتشالى البحر أندثر
أو حصوة ما بين الجبال
ولست رخام أو تمثال يسر النظر
فأنا صديقى كعود ثقاب
ماذا سيفعل بين الشعل؟
عليه البقاء ياقمرى وحيداً
وان اراد الظهور فى ثوانى أشتعل
سأشفى بموتى قلبٍ جريح
ملئته ياقمرى بكثير العلل
فهل الفناء يكون ارتياح
أو أخر علة بين العلل
صدقنى صديقى
وجودى فى الحياة
يساوى العدم
فأن مت سوف يوارينى الثرى
وإن عشت لن اعالى القمم
وان اردت اعلو سوف أحارب
جميع العقائد وكل القيم
ولن ارضى ذلك
ولن أرضى ذاك
أشيرنى ياقمرى
ماذا العمل؟؟
كم قلت قمرى ولم تستجيب
وجودى فى الحياة يساوى العدم
القمر:- الفكر صديقى عصب الحياة
وسر الوجود وسر القدر
مادمت تفكر فأنت تعيش
ولسوف تدرك أين المقر
ولكن تمهل ولا تعجل
فأن الحياة ليست مستقر
فسوف تغادرها مهما بقيت
لدار الخلود ودار الأبر
فأنت صديقى خير الأنام
ولكن بفكرك لا تنتحر
الإنسان:- كفاك صديقى قولاً حكيم
كفاك صديقى وهات الجواب
فإنى مقتت قول الشيوخ
ولم الق منهم غيرحسن الخطاب
فإن تكلم!!
كلمنى سراً!!
وإن طال صمتى ..
أو طال سؤالى
لا ألق ياقمرى غير العتاب
فكم عشت صريعاً
ما بين الضباب وبين الانين
وعشت اعانى الالام الشك
وعانيت أيضاً عذاب اليقين
فكم طرقت باب الجهول
وظللت أطرق فلم يستبين
فلما فتحته على مصرعيه
هويت بنفسى أسفل سافلين
اشعر ياقمرى دبيب الفناء
ولم اصب فى العيش الا الشقاء
وكم عشت دوماً أسأل نفسى
لما يانفس؟
لما البقاء؟
واعلمى يانفس كم حسرتى
ان حان حينى
ولم أكتشف لغز القضاء
فكيف أعيش صريع الهوى
وكيف اكون مأوى البلاء
أعيش لا ادرى معنى الوجود
وأيضاً لا أدرى معنى الفناء
القمر:- كم تشغل البال بأمر محال
وليس عليك ان تدركه
فأنت ذرة بين الوجود
فكيف لعقلك ان يوجده
خلقت بنى من ماءٍ وطين
الإنسان:- وأى ماء ساق البشر
القمر:- ماء مهين حمله أدم
الإنسان:- خلقنا نحمل شتى الصور
القمر:- ارحم عقلك وإعلم بنى
ان فيه يومٍ يعاد البشر
ليجزى ربك جميع الأنام
بخير فعلت ام بأشر
فأن كان خيراً ..فحسن مأب
وأن كان شر ..فجحيم سعر
الإنسان:- كم جاء لبقضاء لكل البشر
وشيعت كفنى بدمعٍ ٍ حزين
وأسأل قمرى الا من عائد ٍ
أسأله عن حالة الراحلين
ياساكنى القبور هل تسمعون؟
فلبوا دعوة الداعين
تعالوا أخبرونى ماذا رأيتم
وهل هناك رب اله المصير؟
وهل هناك عذاب بالقبور؟
وهل هناك جنة للمتقين؟
مثوانا ربى تحت التراب
منه خلقنا
اليه المأب
وبعد سنين نصير رماد
وعلى البقايا الدود أهاب
وبعد الالاف ...الالاف السنين
هناك مرد ..اله الإياب؟
القمر:- لو تفرق جسمك فى رمل الصحارى وبين البحار
وجاء النشور
وجاء الميعاد
ليوم الخيار
لأمر البحار
وأمر الجبال
بجمع عظامك
فهذا بنى ليس بالمحال
فأينما كنت اعلم ستأتى
وليس لديك بنى الفرار
فأين ستهرب؟
وكيف ستهرب؟
فأعلم بأن هروبك محال
الإنسان:- مازلت تشدو بقول ٍ حكيم
وتعلم قمرى لن أستجيب
أرنى بنفسى سر الحياة
وسر الفناء
وهذا الجواب
سألتك قمرى فهل من مجيب؟
وهل من جواب غير النحيب؟
نحيب علىَ
فلا ..لا تلومنى
ولا توجه قولاً حكيم فلن أستجيب
سألتك قمرى فهل من مجيب؟
ثم كثر الدخان على خشبة المسرح ..والاضواء تتلاعب على خشبة المسرح واصوات زلزال..وظلام دامس وسط هذة الاجواء ..وفى وسط هذة الاجواء والظلام الدامس يظهر بالمسرح ضوء خافت رويداً رويداً ..ثم تتضح الصورة كاملة لخشبة المسرح وهى عبارة عن مقابر ..وينشق قبر من القبور ويظهر منه هيكل ..والانسان يتحدث فى خوف وفزع وهلع.
الإنسان:- وبين السؤال وبين الجواب
زحفت بقدمى تجاه القبور
وهيكل عظم ترائى أمامى
وتبدو عليه ملامح سرور
فأفزع أهرب
تحيط بى هياكل تعيق العبور
أعنى قمرى
القمر:- لا ..لا تثور
الإنسان:- أعنى قمرى
القمر:- لا...لا تثور
وهنا يسدل الستار على نهاية المشهد الاول من الفصل الاول..وحتى نلتقى الاسبوع القادم مع احداث المشهد الثانى
شعر / محمد توفيق
عن Unknown