عروس النيل
جزء من قصيدة مصر
ـــــــــــــــــــــــــــ
هَذِي عَرُوسُ النِّيلِ زُفَّتْ لِلرَّدَى
عَبَثَتْ بِغايَتِهَا يَدُ الأَقْدَارِ
عَذْرَاءُ فِي سِنِّ النَّضَارةِ فِتْنَةً
سِيقَتْ كَسَوْقِ الشَّاةِ من جَزَّارِ
قَدْ زَيَنُوهَا لِلرَّدَى ، وَتَرَنَّمُوا
بِالْحُبِّ ، وَالأَذْكَارِ ، وَالأَشْعَارِ
حَتَّى يَفِيضَ النِّيلُ مِنْ نَعْمَائِهِ
بِالْمَاءِ ، وَالإِخْصَابِ ، وَالإِخْضَارِ
وَكَأَنَّهُ مَهْرُ الْعَرُوسِ يَفِي بِهِ
- مِنْ فَيْضِهِ – بِالشُّحِّ وَالإقْتَارِ
فَالْمَوْتُ مَهْرٌ تَقْتَضِيهِ عَرُوسُهُ
تَسْمُو بِهِ فَخْراً عَلَى الأَبْكَارِ
تَفْدِي الْحَيَاةَ بِرُوحِهَا ، وَشَبَابِهَا
فِي غَايَةِ الإِقْدَامِ وَالإِيثَارِ
***
هَذِي طُقُوسٌ قَدْ تَوَلَّى أَمْرَهَا
وَأَجَبَّهَا الإِسْلاَمُ بِالإِنْكَارِ
فَقَضَى علَيْهَا فِي قُلُوبٍ آمَنَتْ
بِاللهِ – فِي يُسْرٍ - بِلا إِجْبَارِ
حَتَّى إِذَا جَاءَ الْجَفَافُ بِجَدْبِهِ
وَبِقَحْطِهِ الْمُسْتَوْحِشِ الْغَدَّارِ
لاَ الْغَيْثُ سَالَ ، وَلاَ دُمُوعُ حَنَانهِ
فَوْقَ الْجِبَالِ – تَقَطَّرَتْ – أَوْ دَارِ
قَدْ كَفَّ نَهْرُ النِّيلِ عَنْ فَيَضَانِهِ
وَتَضَرَّع الرُّعْيَانُ لِلأَمْطَارِ
فَزِعَتْ قُلُوبُ النَّاسِ، وَاسْتَاءَ الْوَرَى
إِذْ جَفَّتْ الأَثْدَاءُ كَالآَبَارِ
فَالنِّيلُ يَبْخَلُ ، وَالضُّرُوعُ تَعَطَّشَتْ
لِلْمَاءِ ، حَتَّى صُفْرَةِ الأَشْجَارِ
كَتَبَ الْخَلِيفَةُ لِلْمَهِيبِ رِسَالةٌ
فِي طَيِّهَا سِرٌّ مِنَ الأَسْرَارِ
(إِنْ كَانَ فَيْضُكَ عَنْ هَوَاكَ فَلا تفِضْ
أَوْ فِضْ بِأَمْرِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ)
أَلْقَى الرِّسَالةَ فِي الْمِيَاهِ ، وَسَاقَهَا
لِلنِّيلِ يَأْمُلُ فِي عَطَاءِ الْبَارِي
فَتَدَفَّقَتْ أَمْوَاهُهُ ، وَتَلاطَمَتْ
أَمْوَاجُهُ ، طَوْعاً بِلا اسْتِكْبَارِ
سُبْحَانَ مَنْ يُحْيِي الْحَيَاةً بِأَمْرِهِ
وَيَجُودُ بِالْخَيْرَاتِ وَالأَمْطَارِ
***
سمير عبد الرءوف الزيات
جزء من قصيدة مصر
ـــــــــــــــــــــــــــ
هَذِي عَرُوسُ النِّيلِ زُفَّتْ لِلرَّدَى
عَبَثَتْ بِغايَتِهَا يَدُ الأَقْدَارِ
عَذْرَاءُ فِي سِنِّ النَّضَارةِ فِتْنَةً
سِيقَتْ كَسَوْقِ الشَّاةِ من جَزَّارِ
قَدْ زَيَنُوهَا لِلرَّدَى ، وَتَرَنَّمُوا
بِالْحُبِّ ، وَالأَذْكَارِ ، وَالأَشْعَارِ
حَتَّى يَفِيضَ النِّيلُ مِنْ نَعْمَائِهِ
بِالْمَاءِ ، وَالإِخْصَابِ ، وَالإِخْضَارِ
وَكَأَنَّهُ مَهْرُ الْعَرُوسِ يَفِي بِهِ
- مِنْ فَيْضِهِ – بِالشُّحِّ وَالإقْتَارِ
فَالْمَوْتُ مَهْرٌ تَقْتَضِيهِ عَرُوسُهُ
تَسْمُو بِهِ فَخْراً عَلَى الأَبْكَارِ
تَفْدِي الْحَيَاةَ بِرُوحِهَا ، وَشَبَابِهَا
فِي غَايَةِ الإِقْدَامِ وَالإِيثَارِ
***
هَذِي طُقُوسٌ قَدْ تَوَلَّى أَمْرَهَا
وَأَجَبَّهَا الإِسْلاَمُ بِالإِنْكَارِ
فَقَضَى علَيْهَا فِي قُلُوبٍ آمَنَتْ
بِاللهِ – فِي يُسْرٍ - بِلا إِجْبَارِ
حَتَّى إِذَا جَاءَ الْجَفَافُ بِجَدْبِهِ
وَبِقَحْطِهِ الْمُسْتَوْحِشِ الْغَدَّارِ
لاَ الْغَيْثُ سَالَ ، وَلاَ دُمُوعُ حَنَانهِ
فَوْقَ الْجِبَالِ – تَقَطَّرَتْ – أَوْ دَارِ
قَدْ كَفَّ نَهْرُ النِّيلِ عَنْ فَيَضَانِهِ
وَتَضَرَّع الرُّعْيَانُ لِلأَمْطَارِ
فَزِعَتْ قُلُوبُ النَّاسِ، وَاسْتَاءَ الْوَرَى
إِذْ جَفَّتْ الأَثْدَاءُ كَالآَبَارِ
فَالنِّيلُ يَبْخَلُ ، وَالضُّرُوعُ تَعَطَّشَتْ
لِلْمَاءِ ، حَتَّى صُفْرَةِ الأَشْجَارِ
كَتَبَ الْخَلِيفَةُ لِلْمَهِيبِ رِسَالةٌ
فِي طَيِّهَا سِرٌّ مِنَ الأَسْرَارِ
(إِنْ كَانَ فَيْضُكَ عَنْ هَوَاكَ فَلا تفِضْ
أَوْ فِضْ بِأَمْرِ الْوَاحِدِ الْقَهَّارِ)
أَلْقَى الرِّسَالةَ فِي الْمِيَاهِ ، وَسَاقَهَا
لِلنِّيلِ يَأْمُلُ فِي عَطَاءِ الْبَارِي
فَتَدَفَّقَتْ أَمْوَاهُهُ ، وَتَلاطَمَتْ
أَمْوَاجُهُ ، طَوْعاً بِلا اسْتِكْبَارِ
سُبْحَانَ مَنْ يُحْيِي الْحَيَاةً بِأَمْرِهِ
وَيَجُودُ بِالْخَيْرَاتِ وَالأَمْطَارِ
***
سمير عبد الرءوف الزيات
0 التعليقات:
إرسال تعليق
دام الابداع والرقي فى التواجد نسعد دائماً بعطر تواجدكم